غياب دام سبعة سنواتٍ كاملة منذ آخر جزء هو التاسع في السلسلة الذي صدر سنة 2018 تكلٌَل بصدور جزءٍِ جديد في السابع عشر من يناير 2025 تحت عنوان Dynasty Warriors: Origins. في هذه المراجعة سنتناول أبرز النقاط السلبية والإيجابية للعبة بعد أكثر من 50 ساعة من اللعب على الحاسوب الشخصي، ومن اطلاعنا الطفيف على نسخة الكونسول لن يكون الأمر مختلفًا لتقارب الأداء والتجربة.

لدينا ثلاثة درجات من الصعوبة وهو الأمر التقليدي في جميع الألعاب تقريبًا. من السهل إلى المتوسط ثم الصعب. في رأيي على كل شخصٍ غير متمرس أن يختار بين السهل والمتوسط، حتى أن درجة الصعوبة المتوسطة قد تخلق تحديًا للاعبين المتمرسين لأن طريقة اللعب جديدة نوعًا ما على معظمنا بحيث يجب عليك التركيز على عشرات الأعداء بالإضافة إلى عدو واحدٍ قوي أو إثنان في نفس الوقت، خصوصًا في بداية اللعبة حيث لن يكون لك قابلية التحكم في جيشك أثناء المعركة فأنت مجرد مساعد بسيط ومحارب فاقد للذاكرة عليك أن تثبت نفسك داخل المعركة من أجل الحصول على فرصة للسيطرة على الحشود وتسهيل المأمورية عليك.

الصعوبة القصوى في اللعبة لم تكُن خيار لي شخصيًا لأنها ستجعل ساعات اللعب غير منطقية فهي لعبة تتطلب الكثير من التركيز وفيها العديد من الأحداث التي يمكنك عيشها في حوالي 70/80 ساعة من اللعب. لذلك اخترت الصعوبة المتوسطة لأنها تمنح لك تجربة ممتعة وتحديًا مقبولًا بالإضافة إلى إمكانية الاستمتاع بالقصة والأحداث والطبيعة دون الحاجة إلى القلق والغضب التي قد يترتب عن الخسارة المتكررة.

يمكنك تحديد العدو في اللعبة Target Lock بالإضافة إلى استخدام العديد من المهارات المتعلقة أساسًا بالسلاح الذي عليك اختياره. والأمر الجميل في اللعبة أنه يمكنك رفع مستوى الأسلحة جميعًا بمجرد فوزك بالمعارك بحيث ستجمع نقاط الخبرة الخاصة بجميع الأسلحة في آنٍ واحد، مما يجعل تبديل السلاح بين المعارك أمرًا سهلًا ومُحببًا. يذكر أن الحصول على الأسلحة يكون عبر Drop من الأعداء داخل المعارك وهو أمر عشوائي يعود إلى حظك في اللعبة بالإضافة إلى إمكانية شراء أسلحة قوية عبر مختلف المتاجر المنتشرة في الخريطة.

من جهة أخرى، لنتحدث عن الحركات في القتال، لديك الحركات العادية والضربات الثقيلة من جهة، ولدينا كذلك أنواع أخرى من الضربات الخاصة يمكنك تحديد أربعة منها ضمن قائمة طويلة من المهارات المكتسبة وتطويرها واستخدامها في المعارك عبر شحنها من خلال الضربات العادية. هذه الضربات الخاصة ستسبب ضررًا معتبرًا للخصوم. عند وصولك إلى درجة معينة من القصة ستحصل على المهارة الكُبرى Ultimate الشخصية التي يمكن تفعيلها بعد فترة طويلة نسبيًا لأنها تحتاج إلى شحنٍ كبير من الضربات العادية. وهي أبرز سلاح لديك ضد الأعداء خصوصًا إذا أردت القضاء على مئاتٍ منهم بضربةٍ واحدة.

عالم اللعبة مقتبسٌ كما ذكرنا مسبقًا من رواية صينية، لذلك سترى تلك اللمحة الصينية في الطبيعة والبيئة والعمران وغيرها. كما أن الرسومات والعالم عمومًا طيب المظهر وجميل مع اختلافٍ في التضاريس من مكانٍ لآخر، بين الصخري إلى النباتي ثم الجليدي، يمكننا رؤية العديد من البيئات في اللعبة من خلال ارتحالنا بين فصولها ومدنها.

من جهة أخرى، وكما جرت العادة مع المطور الياباني، لدى شخصيات اللعبة جانبٌ جمالي مُبهر، سواءًا تحدثنا عن النساء أو الرجال، حيث يصر المطور على إظهار هذا الجانب الجمالي في الشخصيات من أجل جعلها محبوبة أكثر لدى المستهلك، وهو أمر ناجح صراحةً.

كما نعلم جميعًا فسلسلة Dynasty Warriors مقتبسة بشكلٍ مباشر من عالم الرواية الصينية Romance of the Three Kingdoms المنشورة في القرن الرابع عشر لصاحبها Luo Guanzhong. وهي من ضمن عشرات الأعمال الأدبية والفنية المُقتبسة لهذه الرواية. بحيث تعود لنا في جزءٍ جديد يختلف ضمنيًا عن الأجزاء السابقة من حيث القصة ونظام سيرورة الأحداث. في السابق كان علينا استخدام الشخصيات الرئيسية للعبة تباعًا وهم الجنرالات والقادة عمومًا بحيث تسير القصة باختيار مختلف هذه الشخصيات. أما في هذا الجزء الجديد فقد رأينا شخصية رئيسية وحيدة جديدة على السلسلة. وهو مُحارب غريب الأطوار وبدون خلفية قصصية في بداية اللعبة لأنه.. نعم.. يعاني من فقدان للذاكرة (مثل العشرات من الألعاب الأخرى).

لكن في المقابل تسمح لك اللعبة باستخدام بعض الشخصيات بشكلٍ مؤقت ضمن المعارك كنوعٍ من التغيير في أسلوب اللعب. كما يجب أن نذكر أنه وبتقدمك في اللعبة (في منتصف اللعبة تقريبًا) ستكون لديك فرصة للانضمام إلى تحالف معين من الخيارات المتوفرة داخل اللعبة والانضمام إلى قائدٍ ستواصل معه القصة إلى نهايتها. ولكل حلفٍ خصائصه داخل المعركة وجانبه الخاص من الأحداث واختيار أي واحدٍ منهم يعود لميولاتك الشخصية.

لأكون صريحًا، في بادىء الأمر انتابني بعض الشك في أداء اللعبة خصوصًا من جانب الجايم بلاي، حيث كانت تقول في حملتها الدعائية أنك ستقابل آلاف الأعداء الذين سيتواجدون في قلب المعركة ضدك ومعك، ومن هذا سيكون الثقل كبيرًا للغاية على أداء اللعبة التي عليها بشكلٍ ما السيطرة على جميع هذه العناصر بشكلٍ سلس. لكن كل هذا حدث وبشكلٍ رائع، بحيث تمكنا من تشغيل اللعبة على جهازٍ متوسط عمومًا مع بطاقة 3070ti على رسومات من متوسطة إلى عُليا بمتوسط FPS يصل إلى 100 مع تشغيل تقنية DLSS ومؤثرات جانبية تكاد تكون غير مُلاحظة مثل الـGhosting والـInPut Lag التي وإن كانت هُناك فهي حقًا غير مؤثرة على الأداء العام للعبة. وسيكون لنا فيديو خاص لاحقًا يشرح جميع الأمور التقنية للعبة بخصوص الأداء.