ميكروسوفت خدعت الجميع ومنظمة FTC حذرتنا من خطورة الوضع قبل سنوات

📈صفقة مايكروسوفت – أكتيفجن… ونتائجها المقلقة على صناعة الألعاب 🎮

شهدت صناعة الألعاب في السنوات الأخيرة واحدة من أكبر صفقاتها على الإطلاق، حين استحوذت شركة مايكروسوفت على عملاق النشر Activision Blizzard في صفقة تجاوزت قيمتها 69 مليار دولار. الصفقة التي رُوِّج لها باعتبارها خطوة ستفيد اللاعبين وتوسّع من خياراتهم، بدأت اليوم تُظهر وجهًا آخر مختلفًا تمامًا عما وُعِد به المجتمع.


💸 وعود لم تُنفَّذ: الأسعار ترتفع رغم التعهّدات

قبل إتمام الاستحواذ، أكدت مايكروسوفت أمام المحكمة في مارس 2023 أن أسعار خدمة Game Pass لن ترتفع نتيجة للصفقة. لكن الواقع كان عكس ذلك تمامًا.
منذ أن رفض القاضي الفيدرالي في يوليو 2023 محاولة لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) لإيقاف الصفقة، شهدت الخدمة ارتفاعات حادة في الأسعار.

الرسم البياني أعلاه يوضح بجلاء هذه القفزة:

  • منذ 2017 وحتى 2023، كانت أسعار Game Pass Ultimate ترتفع تدريجيًا وبشكل منطقي.
  • بعد الاستحواذ، ارتفعت الأسعار بوتيرة غير مسبوقة، لتتجاوز في 2025 سعر Netflix Premium الذي كان دائمًا أغلى في السابق.

هذه القفزات لا تعني فقط أن اللاعبين يدفعون أكثر، بل تعكس تحولًا في فلسفة مايكروسوفت من تقديم خدمة عالية القيمة بسعر مناسب إلى استغلال موقعها القوي في السوق لتحقيق أكبر قدر من الأرباح، حتى ولو كان ذلك على حساب المستخدم.


🏢 آثار الاستحواذ لا تتوقف عند الأسعار

لكن الأسعار ليست الجانب الوحيد المتأثر. منذ إتمام الاندماج، تم الإعلان عن موجات متتالية من التسريحات في فرق التطوير داخل مايكروسوفت وActivision على حد سواء. هذه التسريحات لا تعني فقط فقدان وظائف، بل تؤثر بشكل مباشر على جودة وتنوّع الألعاب القادمة.

يقول محللون إن ما يحدث ليس مفاجئًا، فغالبًا ما تؤدي عمليات الاستحواذ الضخمة إلى تركيز السوق في أيدي عدد قليل من الشركات العملاقة، مما يمنحها القدرة على تقليص فرق التطوير، تقليل الاستثمار في المشاريع المبتكرة، ورفع الأسعار دون خوف من المنافسة.


⚠️ احتكار السوق… والنتائج السلبية

رئيسة لجنة التجارة الفيدرالية، لينا خان، كانت قد حذرت مسبقًا من أن مثل هذه الصفقات تؤدي إلى ظاهرة “اللا مبالاة المؤسسية” (Too-big-to-care)، حيث تصبح الشركات الكبرى قوية لدرجة أنها لا تضطر إلى القلق بشأن فقدان المستخدمين.

وهذا ما نراه حاليًا:

  • ارتفاع الأسعار رغم الوعود السابقة.
  • تسريحات جماعية تؤثر في المبدعين والمطورين.
  • تقلص الخيارات أمام المستهلكين مع تقلص المنافسة.

ما يحدث في عالم الألعاب ليس سوى صورة مصغرة لما يجري في قطاعات أخرى، حيث يؤدي تركّز السوق إلى ارتفاع الأسعار وانخفاض الجودة، دون وجود بدائل حقيقية.


🕹️ الخلاصة – مستقبل الصناعة في مفترق طرق

صفقة مايكروسوفت – أكتيفجن كانت لحظة فاصلة في صناعة الألعاب، لكنها تحمل معها أسئلة مقلقة حول المستقبل. هل سنشهد صناعة أكثر احتكارًا وأقل تنوعًا؟ وهل ستستمر الأسعار في الارتفاع مع تقليص الابتكار؟

اللاعبون والمطورون على حد سواء بدأوا يشعرون بآثار هذه الصفقة، وإذا لم يتم فرض رقابة وتنظيم أقوى على مثل هذه الاندماجات الضخمة، فقد يكون هذا مجرد بداية لتحول جذري في طريقة إنتاج وتوزيع الألعاب في العقد القادم.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *