المراجعة – Clair Obscur: Expedition 33

أسلوب اللعب
اللعبة تعتمد على نظام قتال يدور في أدوار (turn-based) لكن مع عناصر وتداخلات من الزمن الحقيقي (real-time) تجعل القتال أكثر ديناميكية.
حين يحين دورك، لديك عدة خيارات:
– القيام بهجوم قريب (Melee) من أجل كسب نقاط “Ability Points” (نقاط القدرة).
– استثمار هذه النقاط في هجمات بعيدة أو استخدام مهارات (Skills).
– أو استخدام عناصر (Items) إذا تطلّب الموقف ذلك.
هنا تكمن الحيلة: بعض المهارات تدعم ما يُعرف بـ Quick Time Events (اختبارات توقيت سريع) لتعزيز تأثيرها إذا أدّيتها بدقّة.
أثناء دور العدو، اللاعب ليس مجرد مراقب، بل يمكنه التجنُّب (Dodge) أو الصّدّ/البارِيّ (Parry) في الزمن الحقيقي لتجنب الضرر أو حتى تنفيذ هجومات مضادّة.
يُوفَّر نظام “Stamina / Break” يتيح إلحاق حالة ضعف مؤقتة بالعدو (Break) إن نفّذت الهجمات أو ردود الفعل بشكل مناسب.
كل شخصية يمكن أن تجهّز ما يُعرف باسم Pictos (رموز / ملحقات) التي تمنح مزايا إضافية وسمات (Perks).
بعد استخدام Pictos مرات معيّنة في المعارك، تُكتسب فوائد دائمة تُسمّى Luminas، ويمكن لكل شخصية امتلاك عدد محدود منها يعتمد على “نقاط Lumina”.
هناك نظام تطوير الأسلحة باستخدام “Chroma Catalysts” يُمكِّن من رفع مستوى السلاح وإضفاء مزايا خاصة.
اللعبة ليست عالمًا مفتوحًا بالكامل، بل مستويات متصلة عبر خريطة فوقية تُعرف بـ “The Continent”.
في بعض الأحيان يُسمح بالخروج عن المسار مباشرة لاكتشاف مناطق سرية، أعداء إضافيين، مهمات فرعية وكنوز.
هناك نقاط “Expedition Flags” حيث يمكنك استراحة، شفاء، نقل سريع، وإعادة توزيع نقاط المهارات.
كما يُمنح الحـيوان/الكائن Esquie قدرات تنقّلية (كالسفر، الطيران، الغطس تحت الماء) لتجاوز الحواجز والوصول إلى مناطق محظورة.
الرسوم
اللعبة تتميّز بتصميم فني مُتقن يجمع بين الظلمة والضوء، يتماشى مع الاسم “Clair Obscur” (تقنيات التباين بين الضوء والظل).
العالم يبدو “فخماً” وذو تفاصيل جميلة، مع مناظر مبانٍ وآثار وفنون داخلية مترابطة.
درجات الألوان تميل إلى البني والرمادي الداكن، مما قد يجعل بعض المناطق تبدو باهتة أو متكرّرة بصريًا.
بشكل عام، الجمالية البصرية تُعد من أبرز نقاط القوة في اللعبة، وتُعطي انطباعًا فنيًا قويًا، لكن ليست خالية من العيوب الطفيفة في الأداء أو التصميم البيئي المتكرّر أحيانًا.
الصوت
الموسيقى التصويرية من تأليف Lorien Testard قد لاقت استحسانًا كبيرًا، ووُصِفَت بأنها من بين أفضل ما سمع في ألعاب RPG الحديثة، وتم المزج بين الألحان الحزينة والعاطفية مع اللحظات الملحمية.
الأداء الصوتي (الدبلجة / الصوتيات) قوي؛ أصوات الشخصيات تُعطي عمقًا وجوًّا تعبيريًا، وقد امتدح كثير من المراجعين التمثيل الصوتي.
الأصوات المحيطة، الموسيقى البينية، المؤثرات — الأصوات البيئية (رياح، خطوات، هدير المخلوقات) جميعها تعمل على تدعيم الغمر في العالم.
تمّ تحسين بعض جوانب الصوت بعد التحديثات، مثل إمكانية تعديل مستويات الصوت بشكل فردي والتحكّم في قوائم الحوار التلقائي (autoplay) بناءً على ملاحظات اللاعبين.
باختصار، الصوت والموسيقى تشكّلان دعامة قوية للعبة، وتُسهمان كثيرًا في تجربة انغماسية عاطفية.
القصة
العالم في Clair Obscur مبني على مفهوم قاسي: هناك ظاهرة تُسمّى Gommage، حيث كل عام تُرسَم أعداد على “Monolith” (منحوتة صخرية) — هذه الأرقام تتناقص سنويًا، وكل من يبلغ أو يتجاوز العمر المكتوب يُمحى (يُختفي).
في هذا العام، الرقم هو 33، لذا تُشكّل Expedition 33 من المتطوعين الذين بلغوا سنّ التخلص الوشيك (أي هم على الحدود) لمحاولة الوصول إلى Paintress (المُرسِمة) وقتلها ومنعها من رسم رقم جديد.
خلال التقدّم، ستلتقي المجموعة بشخصيات مثل Renoir وVerso وMonoco والكائن الأسطوري Esquie، الذين يضيفون أبعادًا سردية وتحوّلات غير متوقعة للقصة.
القصة تركّز على مواضيع الموت، الفقدان، الضياع، الأمل، التضحية، والوقت المحدود — وهي مواضيع مطروحة بجرأة ولا تُقدَّم بتعسّف بل ضمن سياق الأحداث.
السرد لا يلتهم وقتًا كبيرًا في الخلفيات التفصيلية المبالغ فيها، بل يعطي الشخصيات دوافعهم وماضيهم بدون افتعال، ما يحافظ على التوتر والتقدّم.
هناك تحوّلات وتقاء مفاجئ في الحبكة، تكشف عن زوايا غير متوقعة من الأحداث وتضيف إحساسًا بالغموض.
باختصار، السرد هو أحد أعمدة Clair Obscur، وهو يُعرَض بطريقة تُحفّز الفضول وتُبقي اللاعب في حالة تساؤل دائم.
الأداء
على الأجهزة العالية، يبدو أن اللعبة تعمل بشكل ممتاز مع إعدادات مرتفعة (4K، 60fps) كما أظهرت العديد من التجارب.
ومع ذلك، على الأجهزة الأقل قوة قد تظهر بعض التحديات من حيث تحميل المفاجئ (pop-in) أو ضعف التفاصيل البعيدة.
التحديثات اللاحقة حسّنت بعض جوانب السهولة (Quality of Life)، مثل إمكانية إعادة المعركة مباشرة عند الهزيمة (battle-retry) بدلاً من إعادة تحميل من نقطة حفظ.
الإيجابيات
- جمالية فنية قوية — تصميم العالم، الإضاءة، التباين بين الضوء والظل، التفاصيل المعمارية والبيئية تجعل اللعبة قطعة فنية بصريًا.
- موسيقى وأداء صوتي ممتاز — الموسيقى التصويرية تُعدّ من أفضل ما سُمِع في RPG حديثة، والدبلجة/التمثيل الصوتي يدعم السرد والمشاعر بصدق.
- ميكانيكيات قتال مبتكرة — المزج بين الـ turn-based والزمن الحقيقي يعطي القتال طابعًا تفاعليًا وحماسًا إضافيًا.
- نظام تخصيص عميق — باستخدام Pictos وLuminas و Chroma Catalysts، يمكن للاعبين بناء الشخصيات وفقًا لأسلوبهم الخاص.
- قصة مؤثرة وتحولات مفاجئة — الحبكة تحمل الكثير من المفاجآت، والتعامل مع موضوعات الفناء والتضحية يُقدَّم بجرأة.
- تجربة متكاملة — الاستكشاف، المهام الجانبية، الأسرار، التنقّل عبر العوالم، كلها تضيف عمقًا للتجربة بعيدًا عن التكرار.
السلبيات
- نقص خريطة واضحة أو مؤشر (Mini-map / Wayfinding) — هذا الأمر أثار استياء بعض اللاعبين الذين ضلّوا في بعض المناطق.
- مشاكل تقنية طفيفة — مثل “pop-in” في العناصر البعيدة، وبعض التشويش أو ظهور مفاجئ للكائنات في الأداء الأقل جودة.
الخلاصة
هي تجربة جريئة وطموحة في عالم ألعاب التقمّص، تجمع بين الجمالية الفنية الراقية، السرد العميق، والميكانيكيات المتعددة. إنها ليست خالية من العيوب — فالعوائق التقنية البسيطة، بعض النزاعات في القتال، أو غياب الخريطة الواضحة يمكن أن تقلل من التجربة في بعض اللحظات. ومع ذلك، قوتها تكمن في الكلّ: عالم مُتقن، تصميم بصري مؤثر، أداء صوتي رائع، ونظام لعب غني.
هي ليست لعبة مثالية لأي لاعب، لكنها تعد من أبرز العناوين في 2025، خصوصًا لعشاق RPG الذين يقدّرون الطابع الفني والقصصي العميق. أنصح بها بشدة لكل من يبحث عن تجربة RPG متميّزة تحمل مشاعر وتحديات.